في الماضي كان مفهوم “Low Code” يهدف إلى تسريع التطوير عبر السحب والإفلات والمكونات الجاهزة، لكنه كان محدودًا في التخصيص الذكي أو الفهم السياقي.
الآن، مع دمج الذكاء الاصطناعي داخل Visual Studio 2026 و .NET 10، أصبح المطوّر قادرًا على الجمع بين سرعة الـLow Code وذكاء التحليل والتوليد التلقائي للكود، مما يرفع الإنتاجية إلى مستوى غير مسبوق.
---
1. توليد واجهات المستخدم تلقائيًا
بفضل التكامل بين GitHub Copilot ووكيل “UI Designer Agent”، يمكن للمطور ببساطة أن يصف ما يريد بالكلمات:
> “أنشئ شاشة تسجيل مستخدم تحتوي على بريد إلكتروني، كلمة مرور، وزر دخول مع تصميم حديث.”
في ثوانٍ يقوم الذكاء الاصطناعي بإنشاء واجهة كاملة باستخدام Blazor Components أو MAUI، ويقترح الربط المناسب مع الطبقة الخلفية (Backend).
هذه العملية، التي كانت تستغرق ساعات في التصميم اليدوي، تختصر إلى دقائق فقط، وتبقى قابلة للتعديل والذكاء الاصطناعي يتكيّف مع أي تغيير تطلبه لاحقًا.
---
2. إنشاء وربط قواعد البيانات تلقائيًا
ضمن .NET 10، يمكن للمطور وصف نموذج البيانات نصيًا أو صوتيًا:
> “أريد قاعدة بيانات لإدارة موظفين تحتوي الاسم، المسمّى الوظيفي، الراتب، وقسم العمل.”
يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل النص، إنشاء الكيانات (Entities) المناسبة في EF Core 10، توليد الـMigrations وربطها تلقائيًا بواجهة المستخدم في مشروع ASP.NET Core.
هذا الأسلوب يقلل الأخطاء البشرية في تصميم النماذج ويجعل بناء قاعدة بيانات متكاملة يتم بلغة شبه طبيعية.
---
3. توليد الأكواد المساعدة والأحداث Events
في مشاريع Low Code، غالبًا ما تحتاج إلى أكواد بسيطة تربط الأحداث (مثل الضغط على زر أو تحديث حقل).
في Visual Studio 2026 أصبح بالإمكان كتابة وصف الحدث فقط:
> “عند الضغط على الزر، تحقق من أن البريد الإلكتروني غير فارغ ثم أرسل البيانات إلى الخادم.”
في لحظة يولد IDE كود C# جاهزًا لتنفيذه، مع أفضل الممارسات في التحقق (Validation) وإرسال الطلبات (HTTP Request).
هذه الميزة تختصر الوقت وتزيل الحاجة للبحث عن أمثلة أو كتابة الأكواد المتكررة يدويًا.
---
4. تحليل وتحسين الأداء تلقائيًا
عند تشغيل تطبيق Low Code، قد تضعف السرعة بسبب استعلامات أو واجهات ثقيلة.
هنا يتدخل “Profiler Agent” المدمج في Visual Studio 2026:
يراقب أداء التطبيق أثناء التجربة.
يكتشف الأجزاء البطيئة.
ويقترح تغييرات (أو ينفّذها تلقائيًا) لتحسين الأداء، مثل تحويل الاستعلام إلى Async أو Caching.
النتيجة: تطبيق أسرع بدون الحاجة لخبرة عميقة في التحليل اليدوي.
---
5. كتابة الاختبارات الذكية
من أكبر تحديات مشاريع Low Code هي غياب الاختبارات الآلية الجيدة.
لكن الذكاء الاصطناعي في .NET 10 يمكنه توليد اختبارات Unit Tests بناءً على الكود المكتوب وسلوك التطبيق.
يقرأ الذكاء الاصطناعي المنطق البرمجي، ويقترح اختبارات تغطي السيناريوهات المحتملة، بل وينفذها ويرصد الأخطاء تلقائيًا.
هذا يوفّر وقتًا ضخمًا في اختبار وضمان الجودة (QA).
---
6. تحليل احتياجات المستخدم وتحويلها إلى تطبيق
من خلال Agent Framework في .NET 10، يمكن بناء وكيل ذكاء اصطناعي يستمع إلى متطلبات العميل بلغة طبيعية، ثم يحولها مباشرة إلى عناصر واجهة، نماذج بيانات، وخدمات API.
بهذا الشكل، يصبح المبرمج “منسّقًا” بين أفكار العميل والذكاء الاصطناعي، وليس مجرّد كاتب كود.
هذه الميزة تقرّب المسافة بين التحليل والتطوير وتقلّل المدة بين فكرة المشروع وإطلاقه.
---
7. التكامل مع أدوات العمل الجماعي
عند استخدام أدوات DevOps أو Git في المشاريع منخفضة الكود، يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل التغييرات، كتابة وصف Pull Request ذكي، وتقدير تأثير التعديل على بقية المكونات.
يمكنه أيضًا اقتراح إعادة هيكلة للكود أو تقسيم المهام بين المطورين بشكل متوازن بناءً على حجم العمل.
---
8. بناء نماذج ذكاء اصطناعي مدمجة في المشاريع
الذكاء الاصطناعي لا يكتفي بمساعدتك، بل يمكن أن يكون جزءًا من تطبيقك.
فمن خلال مكتبة Microsoft.Extensions.AI في .NET 10، تستطيع إضافة ميزة “مساعد ذكي” داخل تطبيقك Low Code بخطوات بسيطة جدًا.
يكفي استدعاء واجهة IChatClient واختيار مزود مثل OpenAI أو Azure AI لتجعل التطبيق قادراً على الإجابة، التوصية، أو التحليل.
وهذا يفتح الباب أمام تطبيقات ذكية بدون تعقيد هندسة النماذج أو إدارة البنى السحابية.
---
الخلاصة
الذكاء الاصطناعي في بيئات Low Code مثل Visual Studio 2026 و .NET 10 لا يقتصر على كتابة الأكواد نيابة عنك، بل يغيّر طريقة عملك بالكامل.
فهو يحوّل الأفكار إلى تطبيقات بسرعة، يقلّل الأخطاء البشرية، يرفع الكفاءة، ويتيح للمطور التركيز على الإبداع بدلاً من التنفيذ اليدوي المتكرر.
نحن أمام مرحلة جديدة من التطوير حيث المبرمج والذكاء الاصطناعي يعملان كشريكين متكاملين — أحدهما يفكّر والآخر ينفّذ، والنتيجة إنتاجية تتجاوز الحدود المعتادة .